جمعية مراكز الأحياء

يرجى الانتظار...

الاثنين ، 25 أكتوبر ، 2021
757 زيارة

الجرعة الثالثة.. تنشيطية وضرورية

مشاركة
أ.دصالح عبدالعزيز الكريم

اتصل بي العديد يسأل عن الجرعة الثالثة هل نحتاجها أم نكتفي بالجرعتين الأولى والثانية، لأن هناك من أشباه الأطباء والمتفيقهين من ينشر أن الجرعة الثالثة تكميلية لا ضرورة لها بل أحدهم يفتري أنها تؤثر على القلب والكبد وهؤلاء أشبه ما يكونون بالمضللين الذين يتوهون الناس عن الطريق الصحيح.
إن الجرعة الثالثة تعتبر جرعة تنشيطية لبعض الناس وللبعض الآخر ضرورية، تنشيطية كونها تعزز نسبة الأجسام المضادة ضد الفيروس، وضرورية كونها تزيد من نسبة الأجسام المضادة لبعض من يكون جهازهم المناعي إنتاجه للأجسام المضادة في الجرعتين الأولى والثانية كان أقل من المطلوب لطبيعة اختلاف الأجهزة المناعية قوة وضعفًا في إنتاج الأجسام المضادة، وقد ثبت في الحالتين في بعض الدراسات بعد أخذ الجرعة الثالثة أن نسبة زيادة الأجسام المضادة تتضاعف إلى ٥٠ مرة وقد تتفاوت النسبة ما بين شخص وآخر.
ويسأل البعض من الذين أصيبوا بالفيروس وعافاهم الله هل يحتاجون إلى الجرعة الثالثة أم لا؟
إن الشيء المؤكد أنه يحتاج لأخذ الجرعة الثالثة التنشيطية لأن ليس هناك ما يؤكد أن نسبة الأجسام المضادة عالية لعدم معرفة فاعلية الجهاز المناعي وإنتاجه للأجسام المضادة، وقد حثت وزارة الصحة لأخذ الجرعة الثالثة للجميع -ما عدا من لا يسمح وضعه الصحي بذلك- لسببين أولهما لا يزال الوضع محتاجًا لبعض الوقت لأن نصل إلى تحقيق المناعة المجتمعية، والسبب الثاني هو تحسبًا لا قدر الله من وصول السلالات المتحورة من الفيروس والتي يمكن أن تواجه باللقاح نفسه، لذلك كل من سألني كنت أحثه على أخذ الجرعة الثالثة مع مراعاة ما أشارت إليه الوزارة من مرور فترة زمنية محددة على الجرعة الثانية حتى لا يكون هناك تراكم غير محمود للأجسام المضادة ولابد أن نضع في الاعتبار أنه قد تظهر عند البعض بعض الأعراض التي كانت تظهر في الجرعتين الأولى والثانية وهذه ليست مقصورة على لقاح فيروس كورونا إنما معظم اللقاحات تكون لها أعراض وعادة بإذن الله ما تكون الأعراض خفيفة وقد يتشائم البعض ويسبق الحدث والنتائج بأننا قد نحتاج إلى جرعة رابعة وخامسة وهكذا وهذا لا يستند إلى أي أبحاث أو تصورات علمية مؤكدة إلى الآن لأنه لا يمكن إقرار ذلك إلا من خلال الدراسات والمعرفة الحقيقية للأجسام المضادة وأنا متفائل بأنه لا حاجة لنا مستقبلا بإذن الله لأي جرعات إضافية ما عدا أن تكون الحاجة لأخذ التطعيم كتطعيم الانفلونزا اختياريًا وفقًا للوقاية من الفيروس والعجيب أن هناك من لازال يضع فيروس كورونا في خانة المؤامرة وأنه شيء مصنع وأن خلفه متاجر الأدوية ومع أنني ممن يؤمن باستغلال شركات الأدوية لحدث مثل هذا في إنتاج اللقاحات إلا أنه يعد من باب التسابق الاستثماري وقد تحدثت عن ذلك في مقالة سابقة بعنوان «لقاح كورونا بين الباحثين والمستثمرين» كما تحدثت سابقًا في مقالات متعددة كيف استطاعت المملكة العربية السعودية أن تتعامل مع حدث الفيروس الكوروني ١٩ بكل تفوق ونجاح عالمي مما جعلها مضرب المثل عالميًا وليس ذلك إلا لأن الموضوع مسنود إلى لجان علمية متخصصة فِي الوزارة تحظى بدعم كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله ذخرًا للوطن وحفظ علينا ديننا ووطننا وصحتنا إنه على كل شيء قدير.

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الجمعية