الأربعاء ، 30 نوفمبر ، 2022
663 زيارة

مركز حي النهضة و(وداد)

مشاركة
أ.د.صالح عبدالعزيز الكريم

في لقاء هو الأول من نوعه في مركز حي النهضة، يتحدث رجل يعد على مستوى المملكة هو أب الأيتام ذكورًا وإناثًا وتحمل الجمعية التي أسسها اسم جمعية الوداد لرعاية الأيتام وهي ذات مسؤولية إنسانية مناط بها رسميًا على مستوى المملكة رعاية الأيتام فاقدي الوالدين وفق شروط نظامية شرعية، أولها ان الطفل الذي يمنح للأسرة الحاضنة يجب أن يأخذ حظه من الرضاعة في مبنى الجمعية بحضور شهود من الجمعية يدلون بشهادتهم مما يهيئ استخراج صك رسمي بالرضاعة، وبهذا يعتبر دخول الطفل على الأسرة عندما يكبر شرعيًا حيث هو الابن بالرضاعة أو الأخ بالرضاعة، وتم بفضل الله بهذه الطريقة رعاية أكثر من ألف طفل، وقال المهندس حسين بحري رئيس الجمعية أنه لم يعد إلى الجمعية أي طفل من الأطفال الذين تم إرضاعهم من الأسر، وكان الأكثر استفادة بعض الأسر التي لم ترزق بالأطفال فكانت لهم سعادة في حياتهم كما أن الأيتام وجدوا العناية والحياة الكريمة.
لعل من أحد أسرار الحكمة الإلهية في الرضاعة هو هذا الأمر، أقصد الاهتمام بالأيتام عبر الرضاعة، كما أن هناك حكما متعددة أخرى، من ذلك ما ذكرته تعليقًا على المحاضرة أن الأبحاث الحديثة تشير وبوضوح أن حليب الأم يحتوي على نسبة عالية من الخلايا الجذعية وأثناء الرضاعة والتغذية بالحليب تذهب هذه الخلايا إلى أنسجة الطفل وتشارك في تكوينه الوراثي على مستوى الجينات خاصة في السنتين الأولى من عمره ولذلك كان من شروط الرضاعة أن تكون رضعات مشبعة خلال العامين الأولين من عمر الطفل، وبهذا التوجيه البيولوجي على مستوى الجينات قد تكون هناك نسبة من تقريب الشبه بين الطفل اليتيم وبين من رضع منهم على مستوى العائلة.

وذكر رئيس جمعية وداد أن هناك شروطًا تأخذ بها الجمعية عند تسليم الطفل اليتيم الى الأسرة الحاضنة من أهمها مراعاة الحالة البيولوجية في الشكل واللون والسمات بين الأسرة الحاضنة والطفل اليتيم، كما اشار المهندس البحري في لقائه الى جمعية «إخوانكم» التي تعنى بإمكانية المشاركة الجزئية لأيتام الدار الذين تربوا في الدار وهو عمل إنساني اجتماعي حيث يمكن على مدار الشهر أو السنة استضافة الأيتام لمدة ساعات محددة في المنزل أو الدار والتعاون معهم على فهم أمور الحياة وقد ركز على أن اليتيمات هن الأحوج الى مثل هذه الرعاية، حاثًا سيدات المجتمع بالمشاركة لحاجة الفتيات في الدار الى مثل هذا النوع من الرعاية.
لقد كان اللقاء حقًا مثمرًا وفعالا والحاجة فيه كبيرة ليحظى بمزيد من تسليط الضوء لأنه عمل إنساني اجتماعي بالدرجة الأولى وهو باب من أبواب الخير التي تمنح صاحبها مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، فكفالة اليتيم لا تعني أبدًا دفع مبلغ من المال فقط إنما تعني بالدرجة الأولى حضانة ورعاية اليتيم معك في البيت، وأقترح على جمعية مراكز الأحياء المبادرة بعمل اتفاقية مع كل من جمعية وداد وجمعية إخوانكم يتعين من خلالها مشاركة مراكز الأحياء في السعي لتفعيل هذا العمل الإنساني من خلال الأهالي في الأحياء وتوصيل صوت وحاجة الأيتام لهم، فشكرًا لمركز حي النهضة على هذا النشاط المميز وجزى الله المهندس حسين بحري على جهوده الإنسانية.

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الجمعية