قبل اسبوعين كانت فعالية قمة العشرين G20 بالمملكة العربية السعودية والتي اثبتنا للعالم من خلالها وماسبقها من الاحداث ان السعودية بلد قائد ورائد وفي المقدمة دائما في التعامل الايجابي مع اي متغيرات سواء في المجالات التنموية او السياسية اوالادارية او التعاملات والتصرفات مع الاحداث مهما كبرت وتعقدت. وقد رأينا كيف تم ادارة القمة بنجاح ابهر العالم قاطبة، وما نكاد ننهي حدث الا والاخر يليه وجميعها مجدولة في قائمة الاهتمامات. كيف لا ونحن بلد يقود العالم الاسلامي وبه الحرمين الشريفين ويسير بموجب كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويسير المجتمع والقيادة وفق تعاليم الدين.
وهانحن اليوم نستقبل اليوم العالمي للتطوع :”
أو ما يُعرف باسم اليوم الدولي للمتطوعين والذي يُختصر باللغة الإنكليزية بالحروف الآتية (IVD) International Volunteer Day.، هو احتفالية سنوية كبيرة، وتشارك وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، المجتمع الدولي في الاحتفاء بـ"اليوم العالمي للتطوع ، 20/04/1442 ، الذي يصادف 5ديسمبر من كل عام ميلادي، حيث تنظم فروع الوزارة ومراكز التنمية الاجتماعية في مناطق المملكة، عدداً من الفعاليات والبرامج التطوعية المختلفة بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع غير الربحي.

وتعمل الوزارة على تفعيل مشاريع ومبادرات بهدف تشجيع العمل التطوعي، ضمن برنامج التحول الوطني أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030، بطريقة ذات جودة عالية لتشجيع التبنّي المجتمعي وتنظيم وتمكين ونشر ثقافة العمل التطوعي بما ينعكس على زيادة عدد الساعات التطوعية ورفع القيمة الاقتصادية للتطوع وزيادة الفرص التطوعية للوصول إلى مليون متطوع في 2030.
ومن هذا المنطلق نجد جمعية مراكز الأحياء بمنطقة مكة المكرمة تسير مع العالم ومواكبته في مجال العمل التطوعي والنهوض به.
ونرى انجازات واهتمامات جمعيتنا الموقرة (جمعية مراكز الأحياء بمحافظة جدة) بقيادة اخونا الاستاذ / عبد الله السيود الأمين العام المكلف للجمعية، نراها تعانق السماء بماتقدمه من تميز وابداع في مجال العمل التطوعي من خلال مراكزها المنتشرة بمحافظة جدة وكافة العاملين المتطوعين في تلك المراكز، نراها وهي تتحفنا بكم هائل من المشاركات الرائعة ونشاهد التكريم للمبدعين والمتميزين خاصة في مجال التعامل مع جائحة كرونا 1441-1442.
وقد ساعد على النهوض بالعمل التطوعي اهتمام وزارة العمل والتنمية الاجتماعية،ممثلة في

الإدارة العامة للتطوع في الوزارة ورؤيتها بأن العمل التطوعي له أثر وتأثير إيجابي وفعال يسهم في بناء الشخصية الوطنية الفعالة التي تتسم بالقيم والمبادئ الإيجابية التي تعد رافداً من روافد بناء المجتمع المتماسك المترابط المتسامح والمتصالح والمساهم في التنمية بجميع المجالات. ومانراه من أن الوزارة تعكف على إطلاق وتفعيل مبادرات ومشاريع تخدم العمل التطوعي مثل البوابة الوطنية للتطوع وهي الأولى من نوعها في المملكة التي تعتبر بيئة آمنه لتنظيم وضبط العلاقة بين المتطوعين والجهات الموفرة للفرص التطوعية في القطاع الحكومي وغير الربحي والخاص، وتسهم في وصول المتطوعين للفرص التطوعية بكل يسر وسهولة ورصد عدد المتطوعين والجهات الموفرة للفرص التطوعية وإصدار شهادات التطوع، كما يتوفر فيها عدة دورات تدريبية إلكترونية للمتطوعين والمنظمات. وكذلك وجود حملات توعوية لنشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي ورفع وعي أفراد المجتمع بأهمية المشاركة في ممارسة العمل التطوعي وإثراء خبراتهم بالتجارب التطوعية، وتعزيز دور القطاعات لإشراك المتطوعين في أعمالها التي تقدمها للمجتمع، واستقطاب متطوعين ذوي المهارات ممن يحملون تخصصات وخبرات نوعية، وتسليط الضوء على فوائد التطوع الدينية والشخصية والمهنية والمجتمعية كل ذلك نراه من المحفزات للاقبال على العمل التطوعي من قبل مكونات المجتمع افرادا ومنظمات. ولاشك ان تفعيل المحفزات وتوفرها بشكل جيد وتسهيل الانخراط في الاعمال التطوعيةحتما سيؤدي إلى النهوض بالعمل التطوعي المؤسسي المنظم ذو الأثر المستدام وتنظيم الأعمال التطوعية وتمكين وتفعيل العمل التطوعي في القطاعات من خلال بناء منظومة لتعزيز ممارسات جودة العمل وبناء القدرات المؤسسية الملائمة وتوحيد الإجراءات ومنهجية العمل، خاصة ان المجتمع السعودي والعربي عموما والاسلامي بوجه اعم يدفعهم الدين والطمع في الثواب من الله اكثر من اي شئ اخر.ونرى ان هذا العامل مهم جدا لاستثماره وتوظيفه في الرقي بالعمل التطوعي عموما.
فالاهتمام بالجانب المعنوي للمتطوعين بمالهم او جهدهم او فكرهم له اهمية قصوى في تحقيق الاهداف ويحتاج نوعا من التحفيز وقياس الاثر وجودة المنتج وفي نهاية المطاف حصول النفع بافضل الطرق وارقاها وبالجودة المتوقعة.



دوافع العمل التطوعي

من خلال بيانات ومعلومات الهيئة العامة للإحصاء عن نتائج “مسح العمل التطوعي” للمرة الأولى في المملكة 2019م، حيث أظهرت النتائج تعدد دوافع العمل التطوعي لدى السعوديين، حيث يرى 40.6 % من إجمالي المتطوعين السعوديين “ذكور وإناث”، أنَّ حب مساعدة الآخرين هو الدافع وراء القيام بأعمال التطوع، بينما 28,7 % يرون التطوع واجباً وطنياً، و 8.5 % من المتطوعين السعوديين يرون في المشاركة بأعمال التطوع فرصة جيدة للتواصل، و 4.3 % يرون بأنَّ أعمال التطوع تسهم في تطوير المهارات.


لمحات عن العمل التطوعي

• إنَّ الأعمال التطوعية لا يقوم بها إلا كل شخص صاحب نفس سمحة خلوقة محبة للخير، وهذه قاعدة من قواعد الحياة.
• اليوم العالمي للتطوع هو من أهم الأيام في العالم وذلك لأنَّ التطوع هو ممارسة تتطلب ثقافة ووعيا بما يقدم لنا وللآخرين، ولأن التطوع هو منا ولأجلنا.
• أن تكون متطوِّعًا معناه‏ أن تكون قنديل أمان فيظنك اليتيم أباه ويراكَ العجوز عكازه ويطمئن عامل النظافة لأنك سنده، جرب أن تكون نبعا للخير ولو مرة واحكم بنفسك.
• اليوم العالمي للتطوع من الأيام التي تجسد الإنسانية في أبهى صورها، ما أحلى مساعدة الآخرين تطوعًا وحبًّا دون أجر أو مقابل مادي.
• لا تنتظر أن يعرض عليك شخصًا العمل التطوعي كي تقوم به، ولكن ابحث بنفسك وكن صاحب المبادرة، وتأكد أن الخير والسعادة تكمن في مساعدة الآخرين.
• تكمن السعادة في تعلُّم مساعدة الآخرين وفي التطوع لمساعدة الناس من حولك، لذلك أوجد الإنسان اليوم العالمي للتطوع، تكريمًا لهذا الفعل الحميد، ولمن يقومون بهذا الفعل الحميد
• تذكر ايها المسلم ان دين الاسلام الصحيح يمثل ذلك كله بل ماذكر انفا يعتبر جزء منه.

ختاما، اليوم العالمي للتطوع لايعني حصر العمل فيه بل هو للاستذكار والاشادة والتكريم ورفع المعنويات ،ونحن نستشعر ونقدم العمل التطوعي بصفة مستمرة طوال العام مادمنا نستطيع الى ذلك من منطلق ديني وانساني واجتماعي وذاتي.
وكل عام وانتم بخير ونرى بلادنا في الريادة والمقدمة دائما وأن نكون قدوة للأخرين في كافة اعمال الخير والتقدم.

بقلم
المستشار الدكتور/ حمد حمدان البشري سفير مركز حي السامر
ونائب رئيس المجلس ورئيس لجنة العلاقات العامة والاعلام
20/04/1442هـ
05/12/2020م