بيئة العمل المثالية.. طريقك نحو الإبداع والتميز
أحدثت التطورات المتسارعة والتغيرات المتتالية والتقدم العلمي والتقني المستمر، نوعًا من احتدام المنافسة بين المنظمات والمؤسسات، وقد أدى ذلك إلى ظهور تحديات عسيرة تقف أمام تقدم هذه المنظمات بالمرصاد، فكان من الضروري أن تبحث تلك المؤسسات عن العوامل والعناصر التي تضمن لها التفوق والاستمرارية حتى تحقق أهدافها المنشودة.
وهنا، وجدت هذه المؤسسات أن الحل الأمثل لحماية نفسها من الانهيار والإفلاس ومواجهة الصعاب والعقبات التي تهدد وجودها، يتمثل في تحسين بيئة العمل وتوفير بيئة مثالية لموظفيها وطواقمها، ذلك أن الكفاءات البشرية تُعد العنصر الأهم والأثمن داخل أي مؤسسة، لذلك توجّب على الشركات تلبية احتياجات ورغبات واهتمامات موظفيها من الناحية النفسية والمالية والاجتماعية، وهذا يؤثر تأثيرًا إيجابيًا خالصًا على أداء العاملين والموظفين الذين يعملون بها.
أسرار بيئة العمل المثالية
وتسعى المنظمات أيضًا إلى تحفيز موظفيها حتى تجعلهم يبذلون قصارى جهدهم وطاقتهم في العمل من أجل تنفيذ أهدافها وتحقيق طموحاتها، وهذا يتطلب بعض العوامل المؤثرة في بيئة العمل، منها على سبيل المثال الجوانب الإدارية المرتبطة بأساليب الإدارة وسلوكها مع الموظفين، كما تلعب الرواتب والحوافز والبدلات دورًا مهمًا للغاية في توطيد أواصر الارتباط التنظيمي والولاء المؤسسي للشركات.
فكلما كانت بيئة العمل مثالية داخل المنظمة، زادت فرص نجاحها وتطورها، حيث تساعد البيئة الجيدة العاملين على تقديم أفضل ما لديهم، ويُسهم ذلك أيضًا في تحسين الإنتاج وتعزيز رضا الموظفين.
وفي المقابل، إذا لم تكن بيئة العمل مثالية داخل الشركات، نجد أن موظفيها يفرون منها ويهربون بعيدًا عنها حتى لا يصيبهم الاكتئاب والإحباط، ومن يستمر بالعمل بها فلن يعمل بكامل طاقته الإنتاجية ويفقد الثقة في مؤسساته ويشعر بعدم الأمان والاطمئنان، وذلك يؤثر سلبًا على أداء العاملين ويجعل هذه الشركات مهددة بالضياع.
وهذا الأمر يجعلنا نُلقي الضوء على أهمية تكوين الثقة والمصداقية بين الشركة وموظفيها، حيث تعتبر الثقة من أهم عناصر بيئة العمل المثالية، وذلك إلى جانب احترام الإدارة لموظفيها وتقديم الدعم لهم، فضلًا عن وجود سياسات وممارسات عادلة من قبل الإدارة مع موظفيها، وذلك من خلال تقييم مدى المساواة والانصاف والحيادية والتوازن أثناء تعاملها مع العاملين.
بيئة العمل المثالية.. نماذج محلية وعالمية
وهناك منشآت ومنظمات عديدة بالمملكة امتلكت بيئة عمل مثالية، فاستقرت في قمة هرم الإبداع والازدهار وحلقت في سماء النجاح بامتياز، منها شركة « ABB» العربية السعودية التي تأسست في عام 1951م، وشركة الاتفاق للصناعات الحديدية « ISPC» التي تأسست عام 1996م.
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نجحت شركة «DHL Express» للخدمات اللوجستية العالمية العملاقة، في الحصول لقب «أفضل بيئة عمل في الشرق الأوسط لعام 2020»، من قبل هيئة ثقافة مكان العمل العالمية «Great Place to Work».
واستطاعت شركة «DHL Express» إن تتصدر قائمة أفضل 50 مكان عمل في منطقة الشرق الأوسط، العام الماضي، من بين منظمات وكيانات ومؤسسات إقليمية ودولية ومحلية، وذلك بعدما أجريت دراسة لتحديد أفضل أماكن العمل بتقييم مستوى المصداقية والاحترام والإنصاف والفخر والتناغم داخل المؤسسة، مع العلم أن هذه الشركة التي في عدة قطاعات هامة، مثل مجالات التكنولوجيا والتمويل والخدمات اللوجستية وعالم الأزياء والموضة والإعلام والسلع الاستهلاكية سريعة التداول، مرورًا بخدمات الضيافة والرعاية الصحية.
